لقد صار التكدس السكاني يشكل أزمة كبيرة وبالأخص في المدن العالمية كساو باولو، لندن ونيويورك مما أدي إلي أن المساحات أصبحت محدودة للغاية وبالذات في قلب المدينة حيث ترغب الأغلبية في السكن. لحل هذه المشكلة تم الإتجاه للاستعانة بالشقق الصغيرة، لتوفير المساحة من ناحية وتوفير التكلفة من ناحية أخري.
المشروع الذي سنعرضه اليوم مستوحي من هذا المفهوم الجديد لتوفير السكن في المدن الكبري، فهذا الاستديو يعد نموذج مثالي علي إمكانية تحويل مسكن صغير إلي مساحة عملية جميلة. تم تنفيذ هذا المشروع من قبل خبراء مكتب Chris Silvera وشركاؤه المعماري، وقد تم تصميمه ليتلائم مع احتياجات ساكنها دائم الحركة حيث أنه يهوي الخروج، السفر والذهاب إلي السينما ثم يعود إلي البيت باحثاً عن الراحة وهو ما حرص المصمم علي مراعاته كما سنري معاً من خلال جولتنا اليوم في هذا الاستوديو البالغ مساحته 35 متر مربع في قلب ساو باولو.
يمتد بطول الحائط لوحاً والذي تم تصميمه خصيصاً لغرض، ضم المطبخ، شاشة العرض الكبيرة والمدفأة، كما تعلوه الإضاءة التي تم توزيعها بعناية لتضفي الكثير من الأناقة علي التفاصيل.
تخلق الإضاءة الجانبية غير المباشرة أجواء أكثر راحة، ولاستغلال كل ركن من مساحة الشقة فقد تم تخصيص ركن للمكتب في الشرفة مما يبرز مدي عملية هذا التصميم بالإضافة إلي العمق المتسبب فيه المرآة الموجودة خلف السرير.
تم تزيين الشقة بأكملها بألوان خافتة، مرايات وأسطح شفافة لإضفاء الإحساس بالإتساع علي المساحات المتداخلة، فكل ما يفصل بين غرفة المعيشة وغرفة النوم هو لوح زجاجي شفاف. تكمن الفكرة في مزج المساحات مع وضوح الفاصل بين كل منطقة والغرض الذي تؤديه.
تتصل غرفة المعيشة مباشرةً بالشرفة وتمثل المرايات وسيلة لفتح المساحات بالإضافة إلي كونها إطار عصري لكافة أركان الشقة.
تحقيق أقصي إستفادة ممكنة من المساحة وتحسين استغلاها لأبعد حد هو الفكرة الرئيسية في تصميم هذا البيت لذا فقد تم توحيد هذا السطح الطويل ليكون جزءاً من كل من غرفة المعيشة والمطبخ الصغير في ذات الوقت.
يمنح تأثير الضوء أجواء مودرن لمنطقة الطعام، كما أن المائدة الزجاجية ملحقة بالمرآة الجانبية تضمن الإحساس بالإتساع وتضفي المقاعد السوداء اللون طابع راقي علي المكان فيتضح من هذه الزاوية كيف أن المزج بين الألوان الخافتة كالأبيض مع الأسود هو دوماً خيار ناجح.
تمت تغطية أرضية الحمام والحائط بالرخام ذو النقشة المميزة حيث يتسم تصميمه بالطراز المنيمال ويكتمل جماله بالمرآة اللامعة تحت الإضاءة والحوض المنحوت بداخل هذا اللوح الرخامي مع اللمسة الطبيعية المتمثلة في الزهور الحمراء.